admin Admin
عدد المساهمات : 455 نقاط : 1318 تاريخ التسجيل : 03/02/2012
| موضوع: تَحَيُّرُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ فِيمَا يَصِفُ بِهِ الْقُرْآنَ الأحد مارس 25, 2012 7:29 am | |
|
تَحَيُّرُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ فِيمَا يَصِفُ بِهِ الْقُرْآنَ
اجْتِمَاعُهُ بِنَفَرِ مِنْ قُرَيْشٍ لِيَبِيتُوا ضِدَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاتِّفَاقُ قُرَيْشٍ أَنْ يَصِفُوا الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسَّاحِرِ ،
وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ
ثُمَّ إنَّ الْوَلِيدَ بْنَ الْمُغِيرَةِ اجْتَمَعَ إلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، وَكَانَ ذَا سِنٍّ فِيهِمْ ، وَقَدْ حَضَرَ الْمَوْسِمَ فَقَالَ لَهُمْ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، إنَّهُ قَدْ
حَضَرَ هَذَا الْمَوْسِمُ ، وَإِنَّ وُفُودَ الْعَرَبِ سَتَقْدَمُ عَلَيْكُمْ فِيهِ ، وَقَدْ سَمِعُوا بِأَمْرِ صَاحِبِكُمْ هَذَا ، فَأَجْمِعُوا فِيهِ رَأْيًا وَاحِدًا ، وَلَا تَخْتَلِفُوا
فَيُكَذِّبَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ، وَيَرُدَّ قَوْلُكُمْ بَعْضُهُ بَعْضًا ؛ قَالُوا : فَأَنْتَ يَا أَبَا عَبْدِ شَمْسٍ ، فَقُلْ وَأَقِمْ لَنَا رَأْيًا نَقُولُ بِهِ ، قَالَ : بَلْ أَنْتُمْ
فَقُولُوا أَسْمَعْ ؛ قَالُوا : نَقُولُ كَاهِنٌ ، قَالَ : لَا وَاَللَّهِ مَا هُوَ بِكَاهِنِ ، لَقَدْ رَأَيْنَا الْكُهَّانَ فَمَا هُوَ بِزَمْزَمَةِ الْكَاهِنِ وَلَا سَجْعِهِ ؛ قَالُوا :
فَنَقُولُ : مَجْنُونٌ ، قَالَ : مَا هُوَ بِمَجْنُونِ لَقَدْ رَأَيْنَا الْجُنُونَ وَعَرَفْنَاهُ ، فَمَا هُوَ بِخَنْقِهِ ، وَلَا تَخَالُجِهِ ، وَلَا وَسْوَسَتِهِ ، قَالُوا : فَنَقُولُ
: شَاعِرٌ ؛ قَالَ : مَا هُوَ بِشَاعِرِ ، لَقَدْ عَرَفْنَا الشِّعْرَ كُلَّهُ رَجَزَهُ وَهَزَجَهُ وَقَرِيضَهُ وَمَقْبُوضَهُ وَمَبْسُوطَهُ ، فَمَا هُوَ بِالشِّعْرِ ؛ قَالُوا :
فَنَقُولُ : سَاحِرٌ ؛ قَالَ : مَا هُوَ بِسَاحِرِ ، لَقَدْ رَأَيْنَا السُّحَّارَ وَسِحْرَهُمْ ، فَمَا هُوَ بِنَفْثِهِمْ وَلَا عَقْدِهِمْ ؛ قَالُوا : فَمَا نَقُولُ يَا أَبَا عَبْدِ
شَمْسٍ ؟ قَالَ : وَاَللَّهِ إنَّ لِقَوْلِهِ لَحَلَاوَةً ، وَإِنَّ أَصْلَهُ لَعَذِقٌ ، وَإِنَّ فَرْعَهُ لَجُنَاةٌ - قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَيُقَالُ لَغَدِقٌ - وَمَا أَنْتُمْ بِقَائِلِينَ مِنْ
هَذَا شَيْئًا إلَّا عُرِفَ أَنَّهُ بَاطِلٌ ، وَإِنَّ أَقْرَبَ الْقَوْلِ فِيهِ لَأَنْ تَقُولُوا سَاحِرٌ ، جَاءَ بِقَوْلٍ هُوَ سِحْرٌ يُفَرِّقُ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَأَبِيهِ ، وَبَيْنَ
الْمَرْءِ وَأَخِيهِ ، وَبَيْنَ الْمَرْءِ " - ص 271 -" وَزَوْجَتِهِ ، وَبَيْنَ الْمَرْءِ وَعَشِيرَتِهِ . فَتُفَرِّقُوا عَنْهُ بِذَلِكَ ، فَجَعَلُوا يَجْلِسُونَ بِسُبُلِ
النَّاسِ حِينَ قَدِمُوا الْمَوْسِمَ ، لَا يَمُرُّ بِهِمْ أَحَدٌ إلَّا حَذَّرُوهُ إيَّاهُ ، وَذَكَرُوا لَهُمْ أَمْرَهُ .
فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَفِي ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِ : ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا وَبَنِينَ شُهُودًا وَمَهَّدْتُ
لَهُ تَمْهِيدًا ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا أَيْ خَصِيمًا .
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : عَنِيدٌ : مُعَانِدٌ مُخَالِفٌ . قَالَ رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ :
وَنَحْنُ ضَرَّابُونَ رَأْسَ الْعُنَّدِ
وَهَذَا الْبَيْتُ فِي أُرْجُوزَةٍ لَهُ . سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ نَظَرَ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : بَسَرَ : كَرَّهَ وَجْهَهُ . قَالَ الْعَجَّاجُ :
مُضَبَّرُ اللَّحْيَيْنِ بَسْرًا مِنْهَسَا
يَصِفُ كَرَاهِيَةَ وَجْهِهِ . وَهَذَا الْبَيْتُ فِي أُرْجُوزَةٍ لَهُ : ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ | |
|